دَهْرٌ هَجَرْتُ الْبَدْرْ

دَهْرٌ هَجَرْتُ الْبَدْرْ
بحر الكامل
*********************************
أيمن خالد دراوشة / الدوحة / قطر

بَعْضُ العِبَارَاتِ الْخَجُولَةِ

أَغْلَقَتْ أَبْوَابَهَا سِحْراً

وَالليْلُ أَسْرَجَ رَكْبَهُ

وَحَدَائقُ العِشْقِ التي تَبْتَلْ

بالحُلْمِِ الشَّهِيِّ تَوَرَّدَتْ

وَالرَّعْدُ يَبْدَأُ بالصُّعُودِ

مَا زَالَ بَعْضُ نبض ٍ

لاحتفالاتِ التَّخَفِّي

وَأَفراحُ الغَرَام

لمْ يبقَ إلانا

والشَّمْسُ تَحْرُسُنَا

وَبَعْضُ طُيُورِ البَحْرِ الصَّموتْ

وَشَواطِئٌ ألِفََتْ خُطَانا

وَمَوْجَاتٌ تُرَاوِدُ بَعْضَهَا

تُبدي لَنا إيمَاءةً حَيْرَى

اللهُ يَا محبوبتي

كَمْ كُنْتُ أَعْشَقُ عِطْرَكِ الوَرْديّ

مَكْشُوفاً عَلَى عَتَبَات رَوْحَيْنا

وَيَرْكَعُ تَحْتَ ظِلِّ لقائنا

وَيَسْمُو برونقنا

كَسِحْرِ الشَّمْسِ حينَ تُعَانقُ الْقَمَرا

كَمْ كُنْتُ أَعْشَقُ حُلْمَنا

وَغَرَامَنَا

وَحَديثنا الْعَذْبَ الزُّلالْ

كُنَّا كَأَجملِ مَا نَكُونْ

وَالشَّمْسُ تَرْسُمُ طَيْفَنَا

وَالأرْضُ تَحْمِلُ ظِلَّنا

وَالبَحْرُ يَهْمِسُ بالتَّرانيمِ الشَّجيَّة

ثُمَّ يَبْدَأُ بالسُّؤالْ:

يَا أَيُّها المُتَخَثِّرُونَ بِرمْلِ هَذا البحر

مَا جَدْوَى ترانيمي

وَمَا جَدْوَى التَّعَلِّقِ بالمُحَالْ؟!

فَالليْلُ اقْتَحَمَ المَدَى

وَلآلئُ الْبَحْرِ الْبَعِيدْ

وَلَسَوْفَ تَقْتَاتُ الشَّتَاتْ

وَلَسَوْفَ آتيهَا

أَعْلَمُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ رِمَالِ العِشْقْ

مَا قَدْ تَبَقَّى مِنْ رُفاتْ

وَالبَحْرُ يَهْمِسُ مِنْ جَديدْ

يَا أَيُّها الْمَطْعُونُ وَحْدَكَ

بَيْنَ أَشْرعَة الْمَدَى

يَا أَيُّها الْمَطْعُونُ وّحْدَكَ في الْمَكَانْ

جَهِّزْ مَفَاتيحَ الْجِهَاتْ

لَيْلاكَ تُبْحِرُ للبعيدْ

لا تَسْأَلِ الأمْواجَ عَنْهَا

لا تَسْأَلِ الصَّحْراءِ عَنْهَا

لا تَسْأَلِ الأقْمَـارِ عَنْهَا

قَدَمَاكَ لا تَقْوَى عَلَى تَعَبِ الطَّريقْ

عَيْنَاكَ لا تَقْوَى عَلَى صَدِّ الْحَرِيقِ

وَحْدَكَ في الْمَكَانْ

لَيْلاكَ تُبْحِرُ للبعيدْ

لَيْلاكَ تُبْحِرُ للبعيدْ

*********************************

أيمن خالد دراوشة

الموقع الإلكتروني :
http://aymandarawsheh.ahlamontada.com